مبادرة المغرب الإنسانية لدعم أهل غزة تجسد الالتزام بنصرة القضية الفلسطينية
مبادرة المغرب الإنسانية لدعم أهل غزة تجسد الالتزام بنصرة القضية الفلسطينية
في ظل ما يشهده قطاع غزة من أوضاع إنسانية مأساوية بسبب
الحصار المتواصل والعدوان المتكرر لعامين، تتجدد مواقف المملكة المغربية المشرفة
تجاه القضية الفلسطينية، في صورة مبادرات إنسانية عملية تعبر عن عمق الالتزام
الرسمي والشعبي بنصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه لتحرير أرضه وصون كرامة أهله، حيث تأتي
مبادرة المغرب الإنسانية الأخيرة لدعم أهل غزة المحاصرين، محملة بما يزيد عن 180
طنا من المواد الغذائية والأدوية والأغطية والخيم المجهزة، لتؤكد أن التضامن
المغربي مع فلسطين ليس مجرد شعار وتصريحات عابرة، بل هو نهج راسخ يعكس مكانة
القضية الفلسطينية في وجدان الدولة المغربية وضمير شعبها الحي الذي يخرج بألاف في
مسيرات سلمية تنديدا بالعدوان داعية في ذات السياق الى وقف هذه الحرب المدمرة.
إن هذه المبادرة
النبيلة تجسد بوضوح الوفاء المغربي الثابت للقيم العربية والإسلامية والانسانية،
والتزامه المستمر بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.
أبعاد إنسانية ووطنية متجذرة
عندما تتجلى المواقف الإنسانية في مبادرات عملية تعبر عن
عمق الإحساس بالمسؤولية اتجاه القضايا الإنسانية العادلة، فإنها تكون انعكاسا
لأبعاد وطنية راسخة تنبع من القيم والمبادئ الأصيلة للشعوب التي لها
عمق تاريخي وحضور سياسي وازن على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، تشكل المبادرات التي يطلقها المغرب لدعم
القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، نموذجا حيًا لتلاقي البُعد
الإنساني مع الواجب الوطني. فهذه المواقف ليست وليدة لحظة ظرفية، بل هي امتداد
لتاريخ طويل من التضامن المتجذر في ضمير الدولة المغربية ووجدان شعبها، يعكس
التزاما ثابتا تجاه المظلومين في كل مكان، وخاصة في فلسطين التي تحتل مكانة مركزية
في الوعي الوطني المغرب، حيث سبق للمغرب أن دفع اثمان غالية نظير دعمه لقضايا
الشعون، كنضاله الى جانب الشعب الجزائري الشقيق لينال استقلاله من الاحتلال
الفرنسي الذي عمر قرابة 132 سنة، كأطول احتلال بإفريقيا.
وبالعودة الى المبادرة المغربية لإغاثة سكان غزة، فيجب
التأكيد أن هذه الخطوة ليست استجابة عابرة لظرف طارئ، بل تعكس رؤية استراتيجية
متأصلة في السياسة المغربية، يقودها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس،
التي طالما ناصرت القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة، فالمبادرة تتجاوز الدعم
المادي، لتعبر عن تضامن وجداني ومواقف ثابتة تجاه العدالة الإنسانية وحق الشعوب في
الحياة والكرامة الانسانية، حيث يبرهن المغرب مرة أخرى، من خلال هذه المبادرة، على
أن العمل الإنساني لا يرتبط فقط بواجب المساعدة، بل هو التزام أخلاقي يستند إلى
القيم المشتركة التي تجمع بين الشعوب العربية والإسلامية، ويمثل جزءا من الهوية
الوطنية المغربية التي تنبني على مبادئ التعاون والتكافل.
إن مبادرة المغرب لإغاثة سكان غزة المحاصرين ليست مجرد
حدث عابر أو استجابة ظرفية، بل هي انعكاس حي لضمير جماعي يقظ، وتجسيد متجدد
لمسؤولية وطنية وإنسانية متجذرة في ثوابت المملكة. إنها فعل تضامني ينبع من قيم
أصيلة، ويعبر عن التزام دائم بنُصرة المظلومين، لا يتغير بتغير الظروف، بل يترسخ
كلما اشتدت الحاجة إليه،
فعل انساني يوظف حضوره السياسي الوازن وعلاقاته الجيدة بالمنطقة لإغاثة شعب يقاوم
الموت لانتزاع حريته.
التعليقات على الموضوع