طنجة دينامية وتدافع سياسي بنفحات رمضانية قرير: ع.ع من طنجة دأبت مدينة طنجة خلال السنوات الأخيرة على استضافة عدد الأحداث والتظاهرات الوطني...

 طنجة دينامية وتدافع سياسي بنفحات رمضانية

قرير: ع.ع من طنجة

دأبت مدينة طنجة خلال السنوات الأخيرة على استضافة عدد الأحداث والتظاهرات الوطنية والدولية والمحلية في عدد من المجالات والمواضيع التي تحظى بمتابعة مكثفة وتغطية إعلامية مهمة، حيث أصبحت طنجة تتصدر عناوين الاخبار والمستجدات على الساحة الوطنية والدولية.

وقد ساهم هذا الاشعاع الوطني والدولي للمدينة في خلق حركية ودينامية محلية متواصلة، سواء على مستوى ابتكار برامج ومشاريع تمس فئات اجتماعية عريضة أو من خلال البعد التشاركي في اعداد وتنزيل هذه الأفكار والمشاريع على أرض الواقع، حيث تشكل الأنشطة الثقافية والفكرية المنظمة بمناسبة شهر رمضان المبارك، عنوانا أساسيا لهذه الدينامية.

  وتتناول الأنشطة والبرامج الرمضانية لمدينة طنجة، ملفات ومواضيع شائكة، وتستضيف في فقراتها وجوها وشخصيات من عالم الفن والمسرح والسنيما والرياضة والسياسة ورجال المال والأعمال، تكريما لمساراتها وعطاءاتها في المجالات والمسؤوليات التي شغلتها هذه الوجوه في مناسبات سابقة، حيث يؤطر هذه اللقاءات الاشعاعية نخبة من المثقفين ومنابر إعلامية وطنية ومحلية.

وقد انخرطت في اعداد وتنظيم هذه الأنشطة واللقاءات الاشعاعية، هيئات المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة وتنظيمات حزبية مختلفة، سواء منها الممثلة بالمجلس الجماعي للمدينة او تلك التي تبحث لنفسها عن شق طريقها لخلق قنوات التواصل مع ساكنة المدينة من خلال المساهمة في تنشيط وانجاح هذه الأنشطة، غير أن الملاحظ ضمن فعاليات الليالي الرمضانية لهذه السنة، الحضور المستمر للفاعلين السياسيين ضمن فقرات وأنشطة مختلف اللقاءات والفعاليات المنظمة بهذه المناسبة، بل يسهل عليك التواصل بشكل سلسل مع عدد مهم من المنتخبين الذين يفضلون حضور هذه اللقاءات لممارسة سياسة القرب بنهكة غير رسمية، بينما يعود الكثير من المواطنين ادراجهم لبيوتهم، بعدما يتعذر عليهم التواصل مع ذات المنتخبين في مكاتبهم.

لكن الملاحظ خلال هذه السنة، أن برامج رمضانيات طنجة خلقت نقاشا حادا وتدافعا سياسيا غير مسبوق، بعدما لجأ عدد من الفاعلين السياسيين لنشر غسيلهم السياسي والجمعوي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الاتهامات بتلقي الدعم المادي لتنظيم الأنشطة وتضارب المصالح وهي الاتهامات التي ظلت موضوع النفي من قبيل الجهات المنظمة، لتكرس  هذه الصور المتناقضة، تناقض السياسة بعاصمة البوغاز، فهذه الوضعية ليست استثناء من القاعدة، بل هي القاعدة التي تميز الفعل السياسي المحلي بالمدينة،  لا سيما في ظل هشاشة تحالفات تسيير المجالس المحلية او حالات البلوكاج التي تميز عدد من النقط التي يناقشها المجلس الجماعي او من خلال قضايا واخبار تحدث شرخا وسط التحالف القائم.

فهل ستسمر هذه الدينامية السياسية الرمضانية بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ام أنها سحابة صيف عابرة؟

سؤال يطرحه الطنجاويون بقوة خلال هذه الأيام، بعدما مكنتهم هذه اللقاءات من مشاهدة اغلب المنتخبين وهم يعتلون منصات الأنشطة والتظاهرات التي شهدتها المدينة خلال الليالي الرمضانية لتقديم كلمة شكر وعرفان للمنظمين، اخذين على عاتقهم مسؤولية المساهمة في تنظيم وانجاح هذه التظاهرات، بينما ينتظر الطنجاويون إنجاح الخدمات الجماعية الأساسية كالنظافة وضبط فواتر الماء والكهرباء وتحسين بنيات الاستقبال وخدمات الحالة المدنية ومطابقة الشواهد الى غيرها من خدمات القرب التي تضطلع بها الجماعات المحلية.