Page Nav

الهيدر

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

الكوارث الطبيعية تبرز الحاجة الى ضرورة التسريع بقيام المغرب الكبير

  الكوارث الطبيعية تبرز الحاجة الى ضرورة التسريع بقيام المغرب الكبير مدير الموقع: Al3isami@gmail.com لا شك أن طموحات تشكيل تجمع إقليمي قوي...


 الكوارث الطبيعية تبرز الحاجة الى ضرورة التسريع بقيام المغرب الكبير

مدير الموقع: Al3isami@gmail.com

لا شك أن طموحات تشكيل تجمع إقليمي قوي لمواجهة التحديات المشتركة للدول المغاربية، ظل على الدوام يشغل بال المسؤولين وصناع القرار وشعوب هذه المنطقة على حد سواء، فوحدة المصير  المشترك والأخطار المحدقة بالمنطقة، تستدعي قيام اتحاد مغاربي قوي وقادر على مجابهة التحديات المطروحة على جميع المستويات وفي شتى المجالات، لذا ففكرة قيام هذا الاتحاد ليست وليدة اليوم، بل تعود للفترة الاستعمارية التي كان فيها التنسيق والتعاون بين رجالات المقاومة يتم بشكل تلقائي ودون الحاجة للتوافق السياسي للبلدان المعنية، فعقلية الاحتلال الفرنسي واستعلائه واستنزافه لخيرات المنطقة والتنكيل بسكانها وسياسة فرض الأمر الواقع، ساهمت في تجاوز الخلافات السياسية والحزازات بين دول المنطقة، حيث استطاعت البلدان المغاربية نيل استقلالها عن الاستعمار الفرنسي وبناء دولة مستقلة بمؤسساتها وذات سيادة كاملة على ترابها وذلك في وقت وجيز وفي فترات متقاربة، رغم أن الاستعمار الفرنسي، عمل على تشويه الحقائق وزرع التوترات العبث بحدود دول المنطقة، لإذكاء الخلاف وزرع الشك والفتنة بين شعوب المنطقة وإبقاء الهيمنة الفرنسية في مرحلة ما بعد الاستقلال وهو ما نجحت فيه بنسبة كبيرة فرنسا، قبل أن تنقلب الأمور بما لا تشتهي فرنسا وتجد أن حساباتها لم تكن دقيقة وأنها أخطأت في التقدير ومطالبة بإعادة حساباتها بشكل جدري قبل أن تجد نفسها معزولة ومحاصرة في زاوية ضيقة.

وبالعودة للمرحلة الاستعمارية، التي يمكن اعتبارها بمرحلة ازدهار علاقات التعاون والاتحاد بين دول المنطقة، فقد تحققت العديد من النجاحات والمكتسبات بفعل التعاون وتبادل المعلومات والتجارب بين مختلف زعماء مرحلة النضال من أجل التحرر من الاستعمار الفرنسي، وكانت الحركة التجارية وانتقال مواطني البلدان المعنية يتم بشكل سلس وبسهولة، حتى أن هناك روابط دم ومساهرة بين مختلف بلدان المنطقة.

بيدا أن بعض التفاصيل البسيطة واستمرار المستعمر السابق في العمل من خلف الستار وتحريكه لبعض البقايا وفلول الاستعمار والشركات والمقاولات الفرنسية العاملة بهذه البلدان، ساهم بشكل أو بأخر في توسيع الهوة وترجيح الخلافات الثنائية على المصالح المشتركة، خصوصا أن  فرنسا هي المستفيد الأول من هذه الخلافات وتعمل على الاستثمار فيها لاستمرارها وجني أرباح طائلة من ورائها ولعب دور الوسيط التجاري بين هذه البلدان وبينها وبين دول منطقة اليورو على الرغم من بعض الاستثناءات المتمثلة في ابرام المغرب مثلا لاتفاقيات شراكة وخلقه لمناطق حرة للتبادل التجاري مع الولايات المتحدة الامريكية.

هناك فئات معينة تستفيد من هذه الخلافات وتستثمر فيها

كما ان فكرة تأسيس الاتحاد المغاربي، ظهرت مع موجة استقلال الدول المغاربية، وتبلورت في أول مؤتمر للأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة خلال الفترة المتراوحة ما بين 28-30 أبريل من سنة 1958 والذي ضم ممثلين عن حزب الاستقلال المغربي، والحزب الدستوري التونسي، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وهي الأحزاب التي كانت تضم أبرز الوجوه السياسية التي انخرطت في العمل النضالي من أجل التحرر.

وبعد الاستقلال، كانت هناك محاولات تعاون وتكامل بين دول المغاربية، لا سيما انشاء لجن استشارية لتنشيط الروابط الاقتصادية، بالإضافة الى مبادرات أخرى كبيان جربة الوحدوي بين ليبيا وتونس عام 1974، ومعاهدة مستغانم بين ليبيا والجزائر، ومعاهدة الإخاء والوفاق بين الجزائر وتونس وموريتانيا عام 1983.

وأخيرا كان الإعلان عن قيام اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش المغربية من قبل خمس دول هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، بمثابة اعلان عن دق أخر مسمار في نعش القوى الإمبريالية في مقدمتها فرنسا التي أزعجها هذا الإعلان بشكل كبير، حيث عملت بكل ما أوتيت من قوة على تقويضه واقباره قبل أن يصبح اتحادا فاعلا اقتصاديا واجتماعيا، ففي حالة نجاح هذا الاتحاد وأدائها للأدوار التي حددت له، فلن يبقى لفرنسا أي دور بالمنطقة وستفقد منافذها الأساسية نحو افريقيا ونحو باقي مستعمراتها في افريقيا، حيث تستغل وجودها هناك من أجل الحصول على ثروات طبيعية هائلة، تستطيع من خلالها بناء اقتصادها وصناعة مجدها كواحد من القوى العظمى الخمس بمجلس الأمن الدولي، فهذه الصفة المصطنعة لفرنسا، مصدرها افريقيا وخيرات افريقيا ومعادن افريقيا.

لذلك، فحتى الكوارث الطبيعية التي اصابت بعض الدول المغاربية، خلال شهر شتنبر من سنة 2023، أذكت العقلية الاستعمارية الفرنسية، وسمحت لنفسها بعقليتها الاستعلائية بتقديم نفسها، أنه لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا خلال هذه الأوقات العصبة، ولسان حالها يقول، "لا يمكنكم فعل شيء دون فرنسا".

ويبدو واضحا أن تقدير السياسة الفرنسية، لم يكن دقيقا وأنه لا أحد اهتم لهذه السياسة أو طلب منها المساعدة أو التدخل لمواجهة هذه الكوارث، حتى وصل الامر برئيس واحدة من بين" أعظم" الدول الخمس في العالم لمخاطبة المغرب عبر الفيسبوك وتويتر لعلى خطابه يجد هذه المرة أذان صاغية.

وعكس توقعات ماكرون، فلم يلتفت أحد لرسائله ولا لشروحاته، حيث وجد نفسه وسط عاصفة من الانتقادات الداخلية والخارجية، نظير الحرج الذي وضع فيه نفسه ومعه الدولة الفرنسية، حيث سارع ماكرون من خلال صفحات بعض الجرائد الفرنسية الصفراء، لتسويق مجموعة من الاشاعات والاخبار المغرضة حول زلزال المغرب، دون أن تجد هذه الأساليب القديمة طريقها لتحقيق الأهداف المرجوة، فحاول مرة أخرى القيام بحركة بهلوانية بإعلان زيارة رسمية للمغرب دون التنسيق مع الجانب المغربي، وهو ما نفته الخارجية المغربية في حينه.

ان هاته الصورة القاتمة عن السياسة الفرنسية اتجاه المغرب واتجاه الجزائر واتجاه المنطقة المغاربية عموما، وما تعرفه دول المنطقة من كوارث طبيعية غير مسبوقة وحتمية المصير المشترك وفرص الاستثمار والتعاون والتبادل التجاري وتكامل اقتصادات دول المنطقة وإمكانية تأسيس سوق إقليمية قوية للتبادل الحر والتحديات الأمنية المتمثلة في خطر الإرهاب وتنامي الجماعات المسلحة، والبعد الجغرافي والرصيد الثقافي المشترك، بالإضافة الى مجموعة من الملفات والمواضيع ذات البعد المشترك، حيث تفرض كل هذه المواضيع ضرورة العمل المشترك وتجاوز الخلافات بين بلدان المنطقة.

زلزال المغرب وفيضانات ليبيا والحرائق التي اندلعت بالجزائر، تستدعي لا محالة ضرورة وجود إطار مؤسساتي كفيل بتوفير بيئة مناسبة للعمل المشترك ولتبادل الخبرات والتجارب وتوفير الإمكانيات المادية واللوجستيكية الضرورية للتغلب على أثار ومخلفات هذه الكوارث، وفرص نجاح هذا الإطار في مجالات الاقتصاد قوية، خصوصا في ظل المقومات الاقتصادية المتنوعة والمتكاملة على حد سواء بالنسبة للبلدان المغاربية، فالمغرب دولة تتوفر على إمكانات اقتصادية هائلة وتحتل الرتبة الأولى عالميا في تصدير الفوسفاط وتطورت بشكل كبير الصناعات الغذائية وصناعة النسيج والسيارات والصناعات الفلاحية، كما تتوفر على ثروة سمكية هائلة وعلى سواطئ تمتد على مساعة 3500 كيلومتر، بدورها الجزائر تتوفر على ثروات طبيعية هائلة، خصوصا في مجالات الغاز والبترول وعلى مساحات واراضي فلاحية شاسعة، غير أنها تشكون من عجز كبير على مستوى استغلال هذه الأراضي وبناء قطاع صناعي قوي، حالها كحال ليبيا التي تتوفر بدورها على إمكانات وثروات طبيعية هائلة دون أن تسمح الظروف السياسية الحالية ببناء مؤسسات ليبية قوية تستطيع من خلالها توظيف هذه الثروات بما يعود بالنفع على الشعب الليبي الشقيق، حيث أصبحت ليبيا اليوم مسرحا للصراعات الجيوسياسية بين عدد من القوى الكبرى، وكانت فرنسا قادت حملة عسكرية للإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي وبعدها تراجعت وتوارت عن الأنظار بشكل يجعلها المتهم الرئيسي فما تعيشه اليوم ليبيا من صراع واقتتال داخلي على السلطة.

تونس، ليست أحسن حال ولكن بإمكانها أيضا المساهمة في بناء هذا الاتحاد وأن تعود تونس لسابق عهدها، حيث كانت تشكل احدى الدول المهمة في مجال السياحة والصناعة بمنطقة شمال افريقيا، عكس موريتانيا التي تعرف نوع من الاستقرار والخطوات المتثاقلة في الإصلاح والتطور، حيث تتوفر موريتانيا على ثروات طبيعية مهمة، لا سيما معدن الحديد والصيد البحري، غير أن تغيير الأنظمة الحاكمة ووجودها بمنطقة صحراوية يجعلها لا تساير التطورات الاقتصادية التي تعرفها منطقة شمال افريقيا، حيث يبقى المغرب رغم إمكاناته الطبيعية المحدودة في مجالات الغاز والبترول، الأكثر جاهزية لقيادة مفاوضات تأسيس بناء اتحاد مغاربي قوي وفاعل على المستويين الإقليمي والدولي.

 

 

ليست هناك تعليقات