Page Nav

الهيدر

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

فرنسا أمام منعطف تاريخي لمعالجة ملف المهاجرين

فرنسا أمام منعطف تاريخي لمعالجة ملف المهاجرين تعيش عدة مدن فرنسية على وقع الاحتجاجات على خلفية مقتل مراهق فرنسي من أصول جزائرية برصاص الشر...


فرنسا أمام منعطف تاريخي لمعالجة ملف المهاجرين

تعيش عدة مدن فرنسية على وقع الاحتجاجات على خلفية مقتل مراهق فرنسي من أصول جزائرية برصاص الشرطة، وهو الحادث الذي خلف ردود أفعال قوية وسط المهاجرين والمدافعين عن قضايا حقوق الانسان، خصوصا منهم المنحدرين من شمال افريقيا، حيث أقيمت عدة وقفات احتجاجية وأعمال عنف وتخريب السيارات والمحلات التجارية، مما دفع الحكومة الفرنسية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لاستتباب الأمن.

ويعد الرئيس الحالي امانويل ماكرون أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة، بعد وصوله لكرسي الرئاسة في سن 39 عاما، حيث كان يعمل سابقا كمستشار للرئيس السابق فرنسوا هولاند، غير أن تجربته السابقة  وصغار سنه وحماسه لم يساعدانه في إيجاد أرضية حوار متينة لإدارة فرنسا وفق ما يشتهه ماكرون وحلفائه، فمند وصوله للحكم تفجرت العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية وتصاعد الاحتجاجات على خلفية ارتفاع الأسعار والاقتطاعات الضريبية وإجراءات إدارية أخرى، اثقلت كاهل المواطن الفرنسي وجعلته حبيس زاويا ضيقة، فرضت عليه في العديد من المناسبات الخروج للشارع من أجل التعبير عن غضبه من الإجراءات التقشفية.

نظريا، امانويل ماكرون ليس بالرجل الصدامي، لكن سياسته خلال الولايتين تبدو صدامية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، فداخليا لم تكاد موجة الاحتجاجات الرافضة لقانون رفع سن التقاعد تتوقف، حتى انفجرت احتجاجات جديدة للمهاجرين والداعمين لحقوق الانسان على خلفية مقتل شاب فرنسي ذو أصول جزائرية برصاص الشرطة، فالحادث خلف ردود أفعال قوية وسط المهاجرين الذين خرجوا للشوارع بالعشرات للتعبير عن غضبهم ورفضهم لفعل الشرطة، فالكثيرون أعتبروا الحادث يكتسي طابعا عنصريا، ويستهدف تحديدا المجاهرين من شمال افريقيا، خصوصا في ظل العلاقة المتشنجة بين فرنسا ودول شمال افريقيا، كما أن الحادث قد يزيد من تأزيم هذه العلاقة  ويفرض على فرنسا إعادة النظر في ديبلوماسياتها في علاقتها بدول هاته المنطقة، ففي حالات اتخاذ فرنسا لقرارات وإجراءات أحادية الجانب في مواجهة وضعية المهاجرين القانونية وغير القانونية، فذلك سيفرض لا محالة مرحلة تحقيب جديدة في مقاربة فرنسا والاتحاد الأوربي عموما لملف الهجرة وعلاقاتهما بدول شمال افريقيا.

وكانت فرنسا قد قلصت في السابق التأشيرات الممنوحة لمواطني دول شمال افريقيا الى النصف، وهو القرار الذي لم تتقبله حكومات هذه الدول، لتدخل علاقة فرنسا بدول شمال افريقيا مرحلة الجفاء والصراع المتواصل والى تقليص المبادلات التجارية والشركات الاستراتيجية، فالجزائر اختارت الدب الروسي بديلا لفرنسا، بينما اختارت المغرب تنويع سياستها بين الولايات المتحدة الامريكية واسبانيا وافريقيا، بل أصبح المغرب ينافس فرنسا داخل القارة السوداء.

وعليه، فحادث مقتل الشاب الجزائري، ستكون له تابعات وتأثير سلبي على عدة ملفات، منها ملف المهاجرين وملف إعادة علاقة فرنسا بدول شمال افريقيا الى سابق عهدها وملفات التعاون والشراكة حول عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك، ففرنسا اليوم أصبحت معزولا افريقيا ولم تعد صورتها كما كانت في السابق، ولم تخلو زيارات ماكرون لعدد من البلدان الافريقية من حوادث استثنائية وطرائف، كان أخرها الخطاب القوي للرئيس الكنغولي اتجاه السياسة الفرنسية اتجاه افريقيا وحادث خطاب الرئيس الغيني وحوادث عدة، تجعل فرنسا مطالبة بخفض لهجتها اتجاه المهاجرين وافريقيا عموما والبحث عن شراكة رابح رابح، كما أن فرنسا أصبحت اليوم مطالبة بالتخلص من ارثها الاستعماري وعقليتها المبنية على الغنائم والبحث عن شركاء حقيقيين لا عن مستعمرات ومناجم وثروات طبيعية ومقاربة موضوع الاحتجاجات بمسؤولية وإنسانية خدمة لصورة فرنسا التي تأثرت بشكل كبير في ظل ولايتي ماكرون.


ليست هناك تعليقات